يوم عاشوراء: هل هو عيد حقاً..وما حكم صيامه؟!
بقلم: د. محمد جاسم فلحي الموسوي*
تعودت شعوب الكثير من البلدان الإسلامية على إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي( عليهما السلام)، كل عام، في يوم العاشر من محرم،الذي يسمى (يوم عاشوراء)، وهي مناسبة يعبر فيها المسلمون عن حبهم لآل البيت النبوي الشريف، من خلال إظهار( مشاعر الحزن) والاستعداد للتضحية، اقتداءً بسيرة سيد الشهداء وحفيد رسول الله،الذي تصدى لطغيان حكام بني أمية، وفضح ردتهم عن الإسلام، ودافع عن مبادئ الرسالة المحمدية العظيمة.
وكنت أسمع حكايات عن بعض الشعوب العربية التي اتخذت من يوم عاشوراء (عيداً)، يجري الاحتفال فيه وتبادل التهاني، في حين يكتفي بعضهم بصيام هذا اليوم،على وفق السنة النبوية المطهرة،( كما يزعمون)،ولم أكن أصدّق تلك الحكايات،حتى تسنى لي العمل في إحدى الدول العربية في شمال أفريقيا، حيث فوجئت بالأشقاء في تلك الدولة يقبلون عليَّ في صبيحة عاشوراء، مهنئين وهم يرددون( كل سنة وأنت طيب) أو ( كل عام وأنتم بخير)،ولم يتردد بعض الجيران الطيبين عن طرق باب بيتي وتقديم المأكولات والحلوى،بعد أن يتساءلون: هل أنت صائم؟!
قلت اللهم يا من هديت هذه الأمة إلى سواء السبيل وجعلتها خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر،ثم اختلفوا وتخالفوا من بعد نبيهم، حتى تراهم اليوم،نصفهم حزين ونصفهم فرح في يوم واحد.
تلقيت التهاني بتردد وحيرة، لأنني وعائلتي لم ننس أبداً المعاني الإيمانية الحقيقية لهذا اليوم، يوم الشهداء، الذين روت دماؤهم الزكية أرض كربلاء في ملحمة خالدة، ومن ثمَّ برز السؤال الذي لا بد أن أطرحه على أولئك الأشقاء، وهم في الأغلب، على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه،ورحت أستفسر منهم عن هذا العيد الذي ابتدعوه،وهل لديهم ما يستندون إليه من نص قرآني أو حديث نبوي في إحياء يوم عاشوراء بهذه الطريقة الاحتفالية؟!
لم أعثر على إجابة واضحة، فقد أخبرني أحد زملائي من أساتذة الجامعة أنها عادة اجتماعية متوارثة أكثر منها مناسبة دينية، فقلت أن العادات في المجتمع الإسلامي ينبغي ألا تتقاطع مع الدين، وأن ليس في الإسلام سوى عيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحى..ووجدته حائراً مثلي، بيد أنه وعدني أن نلتقي في المسجد القريب، عند صلاة الجمعة، ونطرح هذا الموضوع على شيخ المسجد، وهو من خريجي الأزهر في مصر، لعلنا نحظى بالجواب الصحيح.
وفي ظهيرة الجمعة، كنا نجلس أمام المنبر،في المسجد،وسرعان ما تردد الأذان في مسامعنا فارتقى الشيخ الجليل درجات المنبر،وراح يلقي خطبة الجمعة،وقد فوجئت بإشارته إلى فضائل شهر محرم الحرام، ففي أول يوم منه هاجر الرسول الكريم وأصحابه إلى المدينة المنورة، وفي العاشر منه نجا سيدنا نوح ( عليه السلام) من الطوفان،كما انتصر موسى( عليه السلام) وقومه بنو إسرائيل على فرعون، الذي غرق مع جنوده في البحر..ولم يذكر الشيخ أي نص قرآني أو حديث نبوي يؤكد ارتباط هذه الأحداث بيوم عاشوراء، وبخاصة ما يتعلق بنوح وموسى عليهما السلام.
كما لم يتطرق الشيخ إلى ذكرى استشهاد الإمام الحسين( عليه السلام) سوى عبارة غير مباشرة،عن أولئك الذين يشوهون هذه المناسبة السعيدة، ويجعلونها يوماً للحزن أو إيذاء الجسد!..وقلت في نفسي: ماذا يمكن أن أسال هذا الشيخ، بعد أن قال كل شيء، عن هذا اليوم، ولم يترك أي مجال للتساؤل؟!
خرجت من المسجد،وسط موجات نفسية متدافعة بين الشك واليقين،وقلت ينبغي أن أعثر على الجواب بطريقة منهجية علمية، مثلما تعودت أن أدرّس طلابي في الجامعة،وان أرجع إلى المصادر والمراجع الأصلية، وأضع الأقوال والعادات والشائعات جانباً،أي ببساطة يجب أن أتحرى عن الحقيقة بنفسي.
الخطوة الأولى في عملية البحث يجب أن تبدأ من القرآن الكريم، شريعة المجتمع الإسلامي ودستوره الدائم،لذا فقد توجهت إلى البحث بين كلمات الباري عز وجل عن أي إشارة إلى يوم عاشوراء، فلم أعثر على كلمة أو آية تدلُّ عليه أو توضح معناه ومحتواه ومناسبته.وهي خطوة اختصرت لي ما يساوي نصف الطريق إلى الجواب،فإذا كان كتاب الله عز وجل لم يؤكد أو ينفي هذه المناسبة،فمن اليسير إذن مناقشة الموضوع عبر المصادر الأخرى التي لا يمكن أن ترتقي في قدسيتها إلى النص القرآني الكريم.
ومن هنا بدأت الخطوة الثانية، وهي اللجوء إلى رحاب الحديث والسيرة النبوية المطهرة لعلي أعثر على الجواب المطلوب،وقد فوجئت أن كلمة (عاشوراء) تكررت كثيراً في كتب الحديث والسيرة المتعددة،مثل الكتب التي توصف ب(الصحاح) المعتمدة من قبل أئمة المذاهب السنية الأربعة،أو كتب المذهب الجعفري الشيعي..لكن ( عاشوراء) وردت في روايات متعددة ومعاني مختلفة، إن لم أقل متناقضة،مما جعلني أزداد إصراراً وعزيمة على البحث والتحليل والمقارنة في سبيل الوصول إلى إجابة أقرب إلى الحقيقة المبتغاة.
اتخذت لي ركناً قصياً في مكتبة الجامعة، ووضعت أمامي( صحيح البخاري وصحيح مسلم)، ورحت أبحر بين سطورهما، عائداً إلى ما يزيد عن ألف وأربعمائة عام في عمق التاريخ، في رحلة مباركة،حيث تترد أصداء أقوال الرسول الأمين( صلى الله عليه وآله وسلم) وأعماله وسيرته العطرة، فضلاً عن أسماء آل بيته ألأطهار وصحابته الأبرار الذين سمعوا وشاهدوا ونقلوا سيرة الرسول الكريم إلى الأجيال اللاحقة من البشرية.
قلت ما دام هذان الكتابان (صحيحين) فلا بد أن يكون جوابهما صحيحاً على سؤالي البسيط، ورحت أقرأ، فماذا وجدت؟؟
1.وردت كلمة( عاشوراء) في( صحيح البخاري) في خمس وعشرين رواية، وفي ( صحيح مسلم) في سبع وعشرين رواية عن حياة وسيرة الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يرد أبداً في نص أو كلام نطقه شخصياً صلوات الله عليه وسلامه على أنها عيد أو مناسبة سعيدة تقتضي الاحتفال....!!
2.إن جميع تلك الروايات في ( الصحيحين ) التي رويت من قبل بعض المقربين للرسول الأمين،وفي مقدمتهم السيدة عائشة وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وأبو موسى الأشعري وابن مسعود لم تشر مطلقاً إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد اعتبر يوم عاشوراء عيداً أو دعا للاحتفال فيه،بل اكتفى بالدعوة إلى صيامه، عندما وجد قريشاً تصومه في الجاهلية، ثم وجد اليهود في المدينة يحتفلون فيه،ويعظمونه اعتقاداً منهم أن الله تعالى في مثل هذا اليوم قد نصر موسى عليه السلام على فرعون وجنوده،فقال النبي محمد (ص): نحن أولى بموسى منهم فصوموه،(ولم يقل احتفلوا معهم)،ثم نزلت آيات صيام شهر رمضان،فاعتبر الرسول أن صيام عاشوراء لم يعد مرغوباً فيه، وقال( من يشأ أن يصمه فليصمه ومن شاء أن يتركه فليتركه).. باعتباره يوماً عادياً، وذلك على وفق الروايات التالية:
البخاري: رقم الحديث(1489):" حدثنا يحيى بن بُكير حدثنا اللّيث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها وحدثني محمد بن مقاتل قال أخبرني عبد الله هو المبارك قال أخبرنا محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يُفرض رمضان وكان يوماً تستر فيه الكعبة فلمّا فرض الله رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن شاء أن يصومه فليصمه ومَن شاء أن يتركه فليتركه".
البخاري: رقم الحديث(1759):" حدثنا مُسَدّد حدثنا إسماعيل عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه فلما فُرض رمضان تُرك وكان عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صومه".
البخاري:رقم الحديث(1760):"حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا اللّيث عن يزيد بن أبي حبيب أن عراك بن مالك حدثه ان عروة أخبره عن عائشة رضي الله عنها أن قريشاً كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه حتى فُرض رمضان وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن شاء فليصمه ومَن شاء أفطر".
البخاري: رقم الحديث(1865):" حدثنا ابو معمر حدثنا عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهم قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا قالوا هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى قال فانا أحقُّ بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه".
البخاري: رقم الحديث(1866):" حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أبو أسامة عن أبي عُميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى رضي الله عنه قال كان يوم عاشوراء تعدّه اليهود عيداً قال النبي صلى الله عليه وسلم فصوموه انتم".
البخاري: رقم الحديث( 3145):" حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِاللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ عَنِ ابْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا يَعْنِي عَاشُورَاءَ فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ فَقَالَ أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ"
البخاري: رقم الحديث(3544 ) "حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا قَالَتْ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ لَا يَصُومُهُ "
البخاري: رقم الحديث: 4141" حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا قَالَ كَانَ عَاشُورَاءُ يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ قَالَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ "
البخاري: رقم الحديث: 4143 "حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُاللَّهِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِاللَّهِ قَالَ دَخَلَ عَلَيْهِ الْأَشْعَثُ وَهْوَ يَطْعَمُ فَقَالَ الْيَوْمُ عَاشُورَاءُ فَقَالَ كَانَ يُصَامُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ تُرِكَ فَادْنُ فَكُلْ"
مسلم: رقم الحديث 1897 "حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا قَالَتْ كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ قَالَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَلَمْ يَذْكُرْ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ وَقَالَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ وَتَرَكَ عَاشُورَاءَ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِوَايَةِ جَرِيرٍ "
مسلم: رقم الحديث1898 "حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَنَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَانَ يُصَامُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ "
مسلم: رقم الحديث1901 "حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ح و حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَهُ وَالْمُسْلِمُونَ قَبْلَ أَنْ يُفْتَرَضَ رَمَضَانُ فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ و حَدَّثَنَاه مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا حَدَّثَنَا يَحْيَى وَهُوَ الْقَطَّانُ ح و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ كِلَاهُمَا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بِمِثْلِهِ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ "
مسلم: رقم الحديث1902 "حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ ح و حَدَّثَنَا ابْنُ رُمْحٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَرِهَ فَلْيَدَعْهُ "
مسلم: رقم الحديث1903 "حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الْوَلِيدِ يَعْنِي ابْنَ كَثِيرٍ حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ إِنَّ هَذَا يَوْمٌ كَانَ يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتْرُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِي اللَّهم عَنْهم لَا يَصُومُهُ إِلَّا أَنْ يُوَافِقَ صِيَامَهُ و حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَخْنَسِ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ سَوَاءً "
مسلم: رقم الحديث1904 "و حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّوْفَلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْعَسْقَلَانِيُّ حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ فَقَالَ ذَاكَ يَوْمٌ كَانَ يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ "
مسلم: رقم الحديث1905 "حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ جَمِيعًا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ادْنُ إِلَى الْغَدَاءِ فَقَالَ أَوَلَيْسَ الْيَوْمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ قَالَ وَهَلْ تَدْرِي مَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ إِنَّمَا هُوَ يَوْمٌ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَلَمَّا نَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ تُرِكَ و قَالَ أَبُو كُرَيْبٍ تَرَكَهُ و حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَقَالَا فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ تَرَكَهُ "
مسلم: رقم الحديث1907 "و حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ يَأْكُلُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ فَقَالَ قَدْ كَانَ يُصَامُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ تُرِكَ فَإِنْ كُنْتَ مُفْطِرًا فَاطْعَمْ"
مسلم: رقم الحديث1908 "حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنْ جَعْفَرِ ابْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَيَحُثُّنَا عَلَيْهِ وَيَتَعَاهَدُنَا عِنْدَهُ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ لَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا وَلَمْ يَتَعَاهَدْنَا عِنْدَهُ "
مسلم: رقم الحديث1909 "حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ خَطِيبًا بِالْمَدِينَةِ يَعْنِي فِي قَدْمَةٍ قَدِمَهَا خَطَبَهُمْ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِهَذَا الْيَوْمِ هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وَأَنَا صَائِمٌ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُفْطِرَ فَلْيُفْطِرْ حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ بِمِثْلِهِ و حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ إِنِّي صَائِمٌ فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ وَلَمْ يَذْكُرْ بَاقِي حَدِيثِ مَالِكٍ وَيُونُسَ "
مسلم: رقم الحديث1910 "حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَسُئِلُوا عَنْ ذَلِكَ فَقَالُوا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي أَظْهَرَ اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ فَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ و حَدَّثَنَاه ابْنُ بَشَّارٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَقَالَ فَسَأَلَهُمْ عَنْ ذَلِكَ "
مسلم: رقم الحديث1911 "و حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ و حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ عَنِ ابْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ لَمْ يُسَمِّهِ"
مسلم: رقم الحديث1912 "و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَتَتَّخِذُهُ عِيدًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُومُوهُ أَنْتُمْ "
مسلم: رقم الحديث1913 "و حَدَّثَنَاه أَحْمَدُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ أَخْبَرَنِي قَيْسٌ فَذَكَرَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ وَزَادَ قَالَ أَبُو أُسَامَةَ فَحَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ كَانَ أَهْلُ خَيْبَرَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَتَّخِذُونَهُ عِيدًا وَيُلْبِسُونَ نِسَاءَهُمْ فِيهِ حُلِيَّهُمْ وَشَارَتَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصُومُوهُ أَنْتُمْ"
مسلم: رقم الحديث1914 "حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا وَسُئِلَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ يَوْمًا يَطْلُبُ فَضْلَهُ عَلَى الْأَيَّامِ إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ وَلَا شَهْرًا إِلَّا هَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي رَمَضَانَ و حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ بِمِثْلِهِ"
مسلم: رقم الحديث1915 "و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ حَاجِبِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ قَالَ انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِي زَمْزَمَ فَقُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ إِذَا رَأَيْتَ هِلَالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ وَأَصْبِحْ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِمًا قُلْتُ هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ قَالَ نَعَمْ و حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الْأَعْرَجِ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ عِنْدَ زَمْزَمَ عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ بِمِثْلِ حَدِيثِ حَاجِبِ بْنِ عُمَرَ"
مسلم: رقم الحديث1916 "و حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي إِسْمَعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا غَطَفَانَ بْنَ طَرِيفٍ الْمُرِّيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا يَقُولُا حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"
وأخيراً، أخي المؤمن،هل رأيت، من خلال السيرة المحمدية المطهرة، أن يوم عاشوراء لم يكن عيداًً أبداً في الإسلام،وليس مناسبة تستحق الاحتفال،كما أن صيامه ليس واجباً،أو فرضاً..وهل أدركت أن من يحتفلون ويبتهجون في هذا اليوم،قد ابتدعوا بدعة غير مرغوبة،وسوف يتحملون وزرها في يوم الحساب..وهل تدرك أن هذه البدعة مما زرعه بنو أميه في عقول عامة الناس من أجل طمس المعاني الشريفة لاستشهاد الإمام الحسين ومعه كوكبة من آل البيت الأطهار وأنصارهم، في مواجهة الظلم والطغيان والردة.. عن كل مؤمن ينبغي أن يتخذ من يوم عاشوراء مناسبة لاستلهام قيم الشهادة والتضحية من أجل المباديء العظيمة.. والله أعلم.