عنوان الزاد : العوامل الغيبية
إننا كثيرا ما نسمع هذه الأيام، أن البعض يشتكي من تأثير عوامل غيبية في حياته.. أحيانا الإنسان يعرف سببا واضحا لمشكلة هو يعيشها، كالأمراض البدنية، حيث أن هناك أوجاعا في الجسم، سببها مرض معين، فيبادر إلى علاجه.. ولكن المشكلة عندما لا يجد سببا واضحا لذلك، كأن يرى تعقبا في الأمور بشكل غير طبيعي، ويرى هما وغما ملازما لا سبب له.. وعندما يراجع الأطباء، لا يعرفون سببا لأوجاعه.. هنا البعض يذهب يمينا وشمالا، وهناك توجهان في هذا المجال:
الأول: سوء الظن بالغير.. أول تفسير لهذه الظاهرة، أنهم يتهمون الغير، وهذه مسألة خطيرة.. حتى سوء الظن الباطني يعاتب عليه الإنسان، هو لم يرتكب حراما.. ولكن لا شك أن الإنسان الذي يعيش حالة سوء الظن الباطني، لابد أن يظهر ذلك في فلتات لسانه، ولطالما عاقبنا من لا يستحق العقوبة، على سوء الظن هذا.. وأن تقول: أحتمل أن فلان أو فلانة هو صاحب هذا العمل، هذا العمل بحد نفسه يعد وهنا؛ عرفا وحتى قانونيا.
الثاني: المؤثرات الغيبية.. ورد في الشريعة، أن هناك تأثيرا للحسد والجن على الإنسان.. وهناك سورة في القرآن الكريم نازلة باسم الجن؛ معنى ذلك أن هناك حقيقة في هذا البين.. وقد ورد عن النبي (ص): (العين تدخل الرجل القبر، والجمل القدر).
الجواب على هذا التخوف:
أولا: البحث عن الأسباب المادية: مثلا: هناك امرأة طيبة طيعة، فجأة انقلب مزاجها.. فالحل هو أن نجلس معها، ونسألها بصراحة: هل بدر مني خطأ؟.. نعم، عن طريق المصارحة تكتشف السبب.. كذلك ولد كان مؤدبا، وصار مشاكسا.. أيضا لا بد من فهم بواطنه، ولو بالرجوع إلى الطبيب النفساني، حيث أن هناك بعض الأمراض النفسية، تحتاج إلى تخصص في تشخيص واستخراج دواعي هذا المرض.
ثانيا: التعويذ.. إن الخطوة الثانية، هي ما حثت عليه الشريعة: وهي قراءة المعوذتين، حتى أن بعض المسلمين يقولون أنهما تعويذتان نبويتان، عوذ بهما النبي (ص) الحسنين، لدفع الضرر عنهما.. طبعا هذا الكلام غير صحيح.
وبالتالي، فإن من يخاف ضررا عليه بالمعوذتين صباحا ومساء، وبقصد الالتجاء.. ومن يقرأهما لقلقة، من الطبيعي أن لا يحصل على النتيجة.. {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.. فهل يحق للشيطان أن يوسوس دائما، والله عز وجل ليس له الحق أن يبطل ما يوسوس به الشيطان، وهو أرأف بالناس؟!..
فإذن، إن من يقرأ المعوذتين باعتقاد وبيقين، يحصل على النتيجة المرجوة.. ويضيف أيضا آية الكرسي: من قرأ آية الكرسي خلال أذكار الصباح والمساء، كانت له وقاية من الجن وهمزه ونفخه ونفثه.. ومن قرأ آية الكرسي قبل أن ينام، تكفل الله له بالحفظ والرعاية طيلة ليلته حتى يصبح.. فمن كان تحت حفظ الله، نجا وسلم.
منقول